التحليل الخطابي لآستراتيجيات الأقناع في خطب الجمعة باللغة الكردية
الملخص
يستخدم الدعاة الإسلاميون، مثل بقية دعاة الديانات الأخرى، أساليب إقناع عديدة، لإقناع مرتادي المساجد وأتباع الديانات الأخرى لتبني المعتقدات والأفكار والمفاهيم التي يؤمنون بها. تناولت هذه الدراسة التقنيات المستخدمة في إحدى خطب الجمعة باللغة الكوردية، وشرحت أسباب استخدام هذه التقنيات، إضافة إلى ذلك، ألقت الدراسة الضوء على تكرار استراتيجيات الإقناع وحددت التقنية التي تم استخدامها بأعلى نسبة وبأقلها. ولتحقيق ذلك، تمت دراسة خطبة باللغة الكوردية مدتها 33 دقيقة ألقاها واعظ كوردي معروف يدعى الملا (محمد فائق الشهرزوري)، باستخدام الإطار الذي قدمه جونستون (1989م). وكما كشف التحليل، استخدام الشهرزوري استراتيجيتين متميزتين بصورة متكررة: الاستراتيجيتان هما: اﻷﺴﻠﻭﺏ ﺸﺒﻪ المنطقي والأسلوب الحضوري، حيث كانت الاستراتيجية التناظرية ثالث أكثر الاستراتيجيات المقنعة انتشارًا في الخطبة. وأظهرت النتائج أيضًا أن تقنية الرجعيات اللفظية، التي تندرج تحت فئة اﻷﺴﻠﻭﺏ ﺸﺒﻪ المنطقي ، كانت الأكثر استخدامًا عند الخطيب، وهي تهدف إلى إثارة الشعور بالاندماج والتضامن مع المستمعين. وكانت كذلك الأسئلة البلاغية والهايبفورا، وهما أسلوبان من تقنيات والأسلوب الحضوري، ثاني أكثر التقنيات دمجًا في الخطبة التي استخدمها الداعية المذكور لجذب انتباه جمهوره للتفكير في أفعالهم، وكذلك أهمية الدعاء إلى الله.ولجأ الخطيب إلى تطبيق هذه التقنيات لبناء علاقة ودية مع مرتادي المسجد، بهدف إقناعهم بتبني الرسائل الواردة في الخطبة. إذ كانت الجاذبية العاطفية والتفكير المنطقي واستخدام الروايات القديمة والحكمة التقليدية من الاستراتيجيات المهمة المستخدمة لبناء العلاقة وإيصال الرسالة المقصودة.